أنفاس الحب Admin
الاوسمة : عدد المساهمات : 1721 نقاط : 2594 تاريخ التسجيل : 15/12/2011 الموقع : الجـزائر
| موضوع: الرحلة الازلية ْ قراءة في قصيدة قارئة الفنجان ~ الإثنين يناير 30, 2012 7:06 pm | |
| |
|
أنفاس الحب Admin
الاوسمة : عدد المساهمات : 1721 نقاط : 2594 تاريخ التسجيل : 15/12/2011 الموقع : الجـزائر
| موضوع: رد: الرحلة الازلية ْ قراءة في قصيدة قارئة الفنجان ~ الإثنين يناير 30, 2012 7:10 pm | |
|
تظل رغبة معرفة الانسان لمصيره من اكثر الرغبات التي تعكس شغف وشوق الانسان لمعرفة مستقبله ومصيره والغامض، والتي تعكس ايضا ضعفه، فكشف المجهول والغامض والغيبي من اكثر الرغبات التصاقا والحاحا على الانسان القديم والمعاصر، فالالواح القدرية التي خطت فيها مصائر الناس وحياة البشر ما هي مثال بسيط لهذه الرغبة، هذه الالواح التي لم يستطع احد ان يفك رموزها او ان يمتلكها والذي يمتلكها يمتلك القدرة على حكم العالم - حسب التصور الاكادي- إن هذا المعتقد الاسطوري وان بدا لنا غير واقعي الا انه من اكثر المعتقدات واقعية وتصديقا لنواميس الحياة. فأسرار الكون والحياة عصية على بين البشر فلم ولن يوجد الان او غدا من يكمن ان يضع يده على هذا السر.
إن رحلة جلجامش تمثل رغبة الانسان للخلود وموقفه من القوى الغيبة، فقد حاولت هذه الملحمة ان تضع يدها على سر الحياة، فقد صورت صراع الانسان مع تلك القوى ومحاولته التشبث بالوجود والبقاء لكنها انتهت نهاية تراجيدية، هذه النهاية الازلية المتكررة والملتصقة ببني البشر مستمرة حتى عصرنا الحاضر واللاحق، والانسان المعاصر ما هو الا صورة للإنسان القديم، فلا تزال ارادته مغلوبة في محاولتها للتشبث في البقاء، وهي رغبة انسانية لا تقتصر عليه وحده، وهي رغبة من مجموع رغبات يحلم بها الانسان
واذا كانت المثيولوجيا قد نقلت لنا الالواح القدرية فإن الانسان المعاصر قد اوجد لنفسه مثل هذه الالواح، اذ يظهر الفنجان في نص قارئة الفنجان حاملا للنبؤة بخطوطه/ كتباته الازلية التي دونت حياة الانسان/ الفارس وشقائه في البحث عن معنى او قيمة عليا، اما القارئة فهي الفيلسوف الازلي الذي يقرأ لغة الحياة او صوت الحياة.
وفي النص قارئة واحدة وفنجان واحد مقلوب خطت فيه الكتابات القدرية التي لايستطيع فك رموزها الا العارف بها، هذا الفنجان ليس مرتبط بشخصية بعينها ولكنه يتعدى ويوسع الدائرة لتشمل الانسان دون تحديد جنسه او عرقه او مكانه او حتى زمانه، فالفنجان بخطوطه ورموزه ينفتح ليحمل خطوط الحياة العريضة والاساسية ولينقل لنا بعض الملامح الفلسفية لرحلة الانسان في الحياة. هذه الحياة المحملة بالآمال والخيبات والانكسارات، بالهموم التي تنطوي على قدر متواضع من السعادة، فلو كانت الحياة متحققة في وجدان الانسان لما وجدت ملحمة جلجامش او الالواح القدرية .. الخ ، بل ما وجد مثل هذه النص وغيره من النصوص التي تحاكي هذه الهموم الانسانية الثقيلة التي تشكل الحياة بكل تجاربها 6] كان جلجامش فتى ذو قوة وهيبة ومع قوته الاسطورية كان ملك الاورك فقد كان نصف اله فوالدة من البشر ولكن والدتها آلهة خالدة غير أنه لم يكن ملك محبوب من شعب الاورك لما كان له من بعض العادات السيئة اتجاههم وجعل منهم كالعبيد فشرعوا فى بنا هذا السور العظيم حول المدينة ما جعلهم يلجئوا الى الالهة لتجد لهم مخرج من ظلمة وبطشة فاستجابت احدى الالهة واسمها "ارورو" بخلق رجل وحشى يمتلك جسد حيوان كما انه كثيف الشعر يمتلك قوة عظيمها لكن جلجامش استطاع التغلب علية بفضل قوته, واصبح صديقان فأراد جلجامش أن يعمل شيئاً بطولياً, يخلد ذكراه, ويجعله مثار إعجاب الأبطال, فقرر أن يفاتح (أنكيدو) صديقه, وندّه في القوة لهذا الفعل الشجاع, وقرر محاربة الغول (خمبابا) في غابة الأرز الغربية وبعد مغامرة إقناع لأنكيدو, ولحكماء المدينة, وسفر خطير, اجتازا المخاطر العظيمة, فقطعا رأس الغول في الغابة الغربية, وقدّماه قرباناً للشمس, فتعشقته الإلهة (عشتار) وأرادت إغراءه, فرفض؛ لأنه يعتقد أنها خانت معشوقيها السابقين, ورداً على الإهانة, دبرت له عشتار مكيدة, وبعثت (الثور السماوي) ليعيث فساداً في المدينة, فتصدى له الصديقان, جلجامش, وأنكيدو, فقتلاه, وقدّما قلب الثور السماوي قرباناً, ولكن الآلهة, غضبت فقررت موت أحد البطلين؛ لأنه قتل ثوراً سماوياً, وتم اختيار أنكيدولانه ليس يحمل دم الالهة , فمات
وهنا حزن جلجامش,ورفض ان يدفن صديقة ليظل بجوارة حتى تتاكل بفعل دابة الارض وبدأ يفكر في الموت, وسرّ الحياة, وازداد قلقه لهذه الفكرة, وبدأت في حياته رحلة جديدة, وأخذ يطلب الحياة, والشباب, ففكر في الوصول إلى (أوتنابشتم ) ليسأله عن سرّ الخلود, الذي هو فيه. وبدأ السعي الفعلي, لهذه الرحلة الخطرة, والعجيبة. bic] تعرف جلجامش على ساقية الآلهة: (سيدوري) التي تعرف الطريق إلى جزيرة (أوتنابشتم) _ وبعد تعارف معها, تخبره بوجود الملاّح الخاص, الذي يعرف طريق الجزيرة التي يسكن فيها (أوتنابشتم) مع زوجته, خالدَين. فيأتي إلى الملاّح (أورشنابي) مسرعاً, فيتعثر, ويدوس على الألواح السحرية (المطلسمة) التي تحفظ المركب, حال السفر في بحر الموت, فتتكسر الألواح, التي فيها الطلاسم الحافظة للمركب من مخاطرالموت في البحر. وحين طلب منه الوصول إلى (أوتنابشتم) قال له: إن الألواح الحافظة للرحلة, قد تكسّرت فلا يمكن الآن, ولكن الملاّح خطرت له فكرة, وهي: أن يقود جلجامش المركب, بطريقة تجعله لا يمس الماء المميت, فاخترع له أعواداً طويلة يدفع بها المركب, وهكذا وصل إلى (أوتنابشتم) وسأله عن سرّ الخلود, فحدّثه (أوتنابشتم) عن قصة الطوفان, وطغيان الناس, وكفرهم بالله, وإخبار الله له بوجوب صنع سفينة, يحمل بها الأجناس الحية لبقائها, وحدوث الطوفان الرهيب, ثمّ رسو السفينة على جبل, ومدح الله له, ونجاة الجنس البشري) وأن الآلهة منحته الخلود, هو, وزوجته [center]جزاء ذلك.
بعد إلحاح جلجامش بطلب سرّ الخلود, أشفقت زوجة اوتنابشتيم على جلجامش, البطل, الفتى, فطلبت من زوجها أن يعلمه طريقة معرفة سرّ الخلود, فعرّفه طريقة أخذ عشبة الخلود من قاع البحر, فسارع جلجامش إليها, ووصل لها,وحازها, بعد ألم وجروح, ولكنه في الطريق نزل يستحم في النهر, فجاءت أفعى, فسرقت عشبة الخلود। وخسر جلجامش الخلود نتيجة تفريطه, وشعر _ متيقناً وحزيناً ان مصير الانسان الفناء | [/size] [/center]
عدل سابقا من قبل شمـــوع في الإثنين يناير 30, 2012 7:26 pm عدل 3 مرات |
|
أنفاس الحب Admin
الاوسمة : عدد المساهمات : 1721 نقاط : 2594 تاريخ التسجيل : 15/12/2011 الموقع : الجـزائر
| موضوع: رد: الرحلة الازلية ْ قراءة في قصيدة قارئة الفنجان ~ الإثنين يناير 30, 2012 7:12 pm | |
| |
|