بصماتكم ستبقى خالدة في ذاكرتنا!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاشت جميع مكونات أسرة كرة القدم أياماً حزينة وهي تعلن الحداد عن اللاعبين
والمدربين والحُكام والإداريين الراحلين سنة 2011. لقد فقدت اللعبة الأكثر
شعبية في العالم بعضاً من شخصياتها البارزة خلال هذا العام المنقضي، بدءاً
من سقراطيس وانتهاءً عند توميسلاف إيفيتش. وبهذه المناسبة، يقوم موقع
FIFA.com بتأبين أبرز مشاهير الساحرة المستديرة الذين ودعونا على امتداد
الأشهر الاثني عشر الماضية.

اللاعبون

فقدت البرازيل واحداً من عباقرتها بوفاة سقراطيس برازيليرو سامبايو دي سوزا
فييرا دي أوليفيرا، المعروف اختصاراً بلقب سقراطيس. وكان صانع الألعاب
هذا، البالغ طول قامته 1.93م، من أفضل نجوم خط الوسط على مر العصور، حيث
ارتدى قميص السيليساو في 60 مناسبة، مسجلاً 22 هدفاً بين 1979 و1986. وكان
صاحب اللحية الطويلة يشتهر أيضاً بلقب الدكتور، حيث كان يحمل شهادة
الدكتوراه في الطب. ورغم كل ما كان يتمتع به من مهارات وفنيات عالية، إلا
أن خزانة سقراطيس لا تزخر بعدد ألقاب يضاهي روعة ما قدمه على أرضية
التباري. فقد عاش الأخ الأكبر للاعب راي سنوات مجده على صعيد مسابقات
الأندية عندما دافع عن ألوان بوتافوجو وكورينثيانس، بينما خاض نهائيات كأس
العالم FIFA سنتي 1982 و1986 مع منتخب بلاده، الذي كان قائدَه في مناسبات
عدة، لكن دون أن يحقق معه أي لقب يُذكر. وبعد مسيرة رومانسية تخللتها لحظات
ثورية عديدة، احترف ابن مدينة ساوباولو مهنة الطب الرياضي سنة 1989، حيث
ظل يمارسها حتى وافته المنية يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد صراع
طويل مع مرض معوي مزمن.

ومن جهته، كان فلوريان ألبيرت الخليفة الشرعي لأمراء المجر في سنوات
الخمسيات، حيث كان يُلقب بإمبراطور الملاعب نظراً لأناقته الفائقة وبراعته
المذهلة فوق المستطيل الأخضر، حيث أبهر شعاق الساحرة المستديرة على امتداد
مسيرته بما كان يملك من مهارات خارقة في ترويد الكرة والانطلاقات السريعة
والنظرة الثاقبة، ناهيك عن التمريرات الدقيقة والتسديدات الصاروخية. وقد
أمضى الراحل حياته في نادي فيرينفاريوس، الذي لم يغادره إلا عند اعتزاله،
حيث لعب داخل صفوفه بين سنتي 1958 و1974، في حين سجل 31 هدفاً في 75 مباراة
دولية مع منتخب بلاده، علماً أنه فاز بلقب أفضل لاعب أوروبي عام 1967.
وكان قبلها قد تُوج بالحذاء الذهبي في كأس العالم تشيلي 1962 FIFA (حين
تقاسم صدارة الهدافين مع لاعبين آخرين بواقع خمسة أهداف لكل منهم)، كما
اختير حينها أفضل لاعب شاب في البطولة. أما في عام 1966، فقد وقف ملعب
جوديسون بارك شاهداً على مهاراته وقوة شخصيته عندما قاد رفاقه للفوز على
البرازيل بنتيجة 3-1. وبعد وفاته في السبعين من العمر، أُعلن يوم حداد رسمي
في جميع أرجاء المجر.

وبدوره، كان المهاجم الروسي فالنتين إيفانوف، الذي فارق الحياة عن سن يناهز
76 عاماً، قد لعب طوال مشواره في فريق توربيدو موسكو الذي خاض معه 287
مباراة، وسجل بقميصه 124 هدفاً، علماً أنه تُوج معه بطلاً للاتحاد السوفيتي
في مناسبتين. كما واصل سلسلة نجاحاته بعدما انتقل من اللعب إلى التدريب،
حيث فاز بدرع البطولة مرتين بينما حقق الكأس في ثلاث مناسبات.

أما المدافع السلوفاكي السابق، يان بوبلوهار، فقد خاض 62 مباراة دولية
بقميص منتخب تشيكوسلوفاكيا بين 1958 و1967، حيث بلغ معه نهائي كأس العالم
1962، ليتم اختياره سنة 2004 أعظم لاعب سلوفاكي في السنوات الخمسين
الأخيرة، قبل أن يرحل عنا في مارس/آذار الماضي وهو في ربيعه الخامس
والسبعين. وبعد وفاته بشهرين فقط، فارق الحياة لاديسلاف نوفاك، زميله
السابق في المنتخب الوطني، والذي خاض 75 مباراة دولية خلال مسيرته الكروية،
حيث لعب بدوره المباراة النهائية لمونديال 1962، قبل أن ينتقل إلى عالم
التدريب. كما أطفأ يوزيب كاتالينسكي شمعته الأخيرة عن سن الثالثة والستين،
حيث كان هذا المدافع البوسني السابق عضواً في الفريق اليوغسلافي الذي دافع
عن ألوانه في 41 لقاء بين 1972 و1977، علماً أنه سجل له 10 أهداف بالتمام
والكمال.

وعلى صعيد المهاجمين، رحل إلى جوار ربه الفرنسي رينيه بيلارد عن عمر يناهز
76 سنة. ويتذكر جمهور كرة القدم رأس حربة رانس هذا بعد انسحابه في اللحظة
الأخيرة من المشاركة في كأس العالم السويد 1958 FIFA، مما أفسح المجال
لإقحام جوست فونتين الذي سجل ما لا يقل عن 13 هدفاً في النهائيات
المونديالية.

وفي المقابل، لم يُكتب إلى خوان توناس أن يعيش قرناً من الزمان، حيث وافته
المنية وهو في سن الثامنة والتسعين. ويُعد هذا الأسطورة الكوبي من الوجوه
التي دوَّنت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الساحرة المستديرة. كيف لا وهو من
فجر أول مفاجأة في تاريخ أم البطولات عندما سجل ثنائية في مرمى رومانيا
ليمنح فريقه فوزاً غير متوقع بنتيجة 2-1 في الدور الأول من نهائيات كأس
العالم فرنسا 1938 FIFA. وكان توناس حتى وقت قريب آخر شاهد حي على تلك
الموقعة. وقد كان يُلقب بـ’مُشَتِّت الشباك‘ نظراً لقوة تسديداته.

كما شهدت سنة 2011 وفاة جون دانييل إيبويه، الذي كان عشاقه يطلقون عليه لقب
’الرئة الحديدية‘، حيث كان يصول ويجول كيفما يشاء في وسط ملعب كانون
ياوندي خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. ويُعتبر هذا الأسطورة الكامروني
أول لاعب من أبناء جلدته يحظى بجائزة الكرة الذهبية.

كما فارق لوري هيوز الحياة يوم 9 سبتمبر/أيلول عن سن السابعة والثمانين.
وقد كان هذا المدافع الإنجليزي ضمن التشكيلة التي خسرت بشكل غير متوقع أمام
الولايات المتحدة (0-1) في نهائيات البرازيل 1950، لكنه ساهم قبل ذلك في
نجاحات ليفربول التاريخية عام 1947.

وعلى صعيد آخر، أنهت نوبة قلبية حياة لاعب يوكوهاما مارينوس السابق، ناوكي
ماتسودا، عن سن الرابعة والثلاثين وهو الذي سبق له أن خاض 82 مباراة دولية
في صفوف المنتخب الياباني (2000-2005). وجاءت وفاته المفاجئة شهر
يناير/كانون الثاني خلال حصة تدريبية مع فريقه ماتسوموتو ياماجا.

أما الدولي الكوستاريكي، دنيس مارشال، فقد راح ضحية حادث سير عن عمر يناهز
25 ربيعاً بالقرب من سان خوسيه في 23 يونيو\حزيران، أي بعد مضي خمسة أيام
فقط على تسجيله هدف التعادل لمنتخب بلاده أمام هندوراس في ربع نهائي الكأس
الذهبية.

المدربون

كان توميسلاف إيفيتش لاعباً مغموراً لكنه أصبح فيما بعد مدرباً شهيراً.
وقبل أن يفارق الحياة في ربيعه السابع والسبعين، كان الداهية الكرواتي قد
صال وجال في مشارق أوروبا ومغاربها حيث أشرف على إدارة ما لا يقل عن 19
نادياً، علماً أنه تُوج بطلاً للدوري ثماني مرات في ست دول مختلفة.

أما لاعب الوسط الويلزي السابق، جاري سبيد، فقد رحل عنا بشكل مفجع عن سن
الثانية والأربعين بينما كان يضع حجر الأساس لفريق يعد بالكثير من النجاح
في المستقبل، وذلك من خلال إرساء دعائم أسلوب جديد في منتخب بلاده. ويُعتبر
سبيد ثاني أكثر لاعبي ويلز مشاركة مع الفريق الوطني على مر التاريخ، كما
أصبح في ديسمبر/كانون الثاني 2006 أول لاعب يبلغ حاجز 500 مباراة في الدوري
الإنجليزي الممتاز، قبل أن يُنهي مسيرته على البساط الأخضر سنة 2009 برصيد
مدهش بلغ 134 هدفاً في 834 لقاء وسبعة أهداف من أصل 85 مباراة دولية. وكان
رحيل جاري يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني قد خلف حزناً عارماً في مختلف أنحاء
بريطانيا.

وأخيراً، فارق إيكتور نونييز الحياة في أسبانيا يوم 19 ديسمبر/كانون الأول.
وكان هذا الأسطورة الأوروجوياني قد فاز بلقب كوبا أمريكا مدرباً سنة 1995
بعدما شارك فيها لاعباً خلال مسيرته فوق المستطيل الأخضر.

الإداريون والحكام

عن سن السابعة والثمانين، توفي داريو بورجونيو مطلع هذا العام. وقد كان
أميناً عاماً سابقاً لاتحاد كرة القدم الإيطالي تحت رئاسة أرتيميو فرانكي،
رئيس UEFA السابق وعضو اللجنة الملكفة بتنظيم كأس العالم إيطاليا 1990
FIFA.

ومن جانبه، فقد الاتحاد الويلزي أمينه العام السابق (1982-1995)، ألون إيفانس، الذي رحل عن عمر يناهز 69 سنة.

كما فارق إيزاك دافيد ساسو ساسو الحياة في كوستاريكا عن سن الخامسة
والثمانين. وقد كان عضواً في لجنة FIFA التنفيذية ونائب رئيس لجنة CONCACAF
التنفيذية بين 1990 و2007. فبعدما حقق نجاحات كبيرة في عالم المال
والأعمال بكوستاريكا، وضع السيد ساسو ساسو خبرته في خدمة كرة القدم الوطنية
والدولية على مدى ثلاثين عاماً.

وبدوره، رحل الأسباني فيرناندو فارا دل ري، نائب الرئيس السابق للجنة FIFA
للاستئناف، والذي كان عضواً في الاتحاد الأسباني لكرة القدم طيلة 21 عاماً.

أما ليو كيرش، الذي وافته المنية في الرابعة والثمانين من العمر، فقد كان
"أب التلفزيون الخاص في ألمانيا"، حيث كان قد أدخل النظام التلفزي بالدفع
المسبق في البلاد عام 1984، وذلك من خلال مجموعته كيرشميديا، بعدما اشترى
حقوق بث مباريات كرة القدم الألمانية وسباقات الفورمولا واحد.

وكان للحكام نصيب من الراحلين هذا العام أيضاً. فقد فارق الروسي فلاديمير
بيتاي الحياة عن سن الثامنة والثلاثين خلال حادث تحطم طائرة ركاب راح
ضحيتها 44 شخصاً يوم 21 يونيو\تموز 2011 في بيتروزافدسك. وقد توفي بيتاي
أثناء رحلة العودة من مباراة قام بإدارتها وجمعت بين دينامو موسكو وروبين
كازان.

تقبلو تحياتي

شكرا لك ودام لنا جديدك
رحمة الله على كل الارواح الراحلة لربها
شكرا عالمعلومات
تقبيلي تقديري لمجهوداتك